بعض ما ينافي الإخلاص

بـــــاب
بعض ما ينافي الإخلاص

u فصل: الرياء
v قال الله تعالى: }قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً{، (الكهف؛ 18:11).
v وقال تعالى: }لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذي كالذي ينفق ماله رئاء الناس{، (البقرة؛ 2:264).
v وقال، تباركت أسماؤه: }والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر{، (النساء، 4:38).
v وقال: }ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس{، (الأنفال؛ 8:47).
v قال رسول الله: «يا أيها الناس: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه». هذا حديث النية المشهور، وهو من أصح أحاديث الدنيا، أخرجه الأئمة جميعاً، بأصح الأسانيد. تجده عند البخاري من طرق عدة، ومسلم، والنسائي، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والطيالسي، والحميدي، وأحمد، وابن حبان، وابن خزيمة، والطبراني في الكببر والأوسط، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم.
v وعن أبي ذر مرفوعاً: «لا أجر إلا عن حسبة، ولا عمل إلا بنية»، أخرجه الديلمي، وإسناده ليس بذاك، ولكنه حسن بشواهده: منها الحديث السابق: «إنما الأعمال بالنيات»، ومنها حديث مرسل، حسن الإسناد، أخرجه ابن المبارك في «الزهد» بلفظ: «لا أجر لمن لا حسبة له».
v وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: قال الله تعالى في الحديث القدسي: }أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه{، حديث صحيح، رواه مسلم.
v وقال الإمام عبد الباقي بن قانع في «معجم الصحابة»: حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق (هو: أبو جعفر البجلي الحلواني): أخبرنا سعيد بن سليمان (هو: أبو عثمان الواسطي الحافظ) عن عبيدة بن حميد عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن سلمة عن الضحاك بن قيس، قالك قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك بي أحداً فهو لشريكي! يا أيها الناس: أخلصوا الأعمال لله، فإن الله، عز وجل، لا يقبل من العمل إلا ما خلص له! ولا تقولوا: هذه لله وللرحم، (فإنه للرحم)، وليس لله منه شيء! ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم، فإنه لوجوهكم، وليس لله منه شيء». هذا حديث صحيح، ذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» وجزم بصحة إسناده، وذكر له متابعات فيها ضعف لدى البزار، والبيهقي في «شعب الإيمان»، والحديث صحيح قطعاً بمتابعاته، وشواهده مثل حديث مسلم السابق، وأحاديث هذا الفصل، إلا أنه يجب أن يلاحظ أن ابن قانع، لما كبرت سنه، جاء من طريقه روايات منكرة وبلايا، فلعل ضبطه عندئذ خف، فليلاحظ.
v وعن أبي سعيد، رضي الله عنه، مرفوعا: «ألا أخبركم بما أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟» قالوا: (بلى)، قال: «الشرك الخفي! يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل» حديث حسن، رواه ابن ماجه، وأحمد.
v وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الشرك الخفي: أن يعمل الرجل لمكان الرجل»، حديث صحيح أخرجه الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
v وروي عن شداد بن أوس، رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول: «من صلى وهو يرائي فقد أشرك، ومن صام وهو يرائي فقد أشرك، ومن تصدق وهو يرائي فقد أشرك»؛ وصح عن شداد بن أوس، رضي الله عنه، أنه قال: (كنا نعد، على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أن الرياء الشرك الأصغر)، أخرجه الحاكم، وصححه، ووافقه عليه الذهبي.
v وعن محمود بن لبيد، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قال: ما الشرك الأصغر، يا رسول الله؟! قال: «الرياء! يقول الله تعالى يوم القيامة، إذا جازى الناس بأعمالهم: إذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا! هل تجدون عندهم جزاء؟!»، هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد، والحاكم وصححه.
v وأخرج البخاري بإسناد صحيح في «الأدب المفرد» عن معقل بن يسار، رضي الله عنه، قال: انطلقت مع أبي بكر، رضي الله عنه، إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: «يا أبا بكر! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل». فقال أبو بكر: (وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟!)، فقال النبي، صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «والذي نفسي بيده، للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا فعلته ذهب قليله وكثيره؟!»، قال: «قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم».
v وعن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خرج إلى المسجد يوماً فوجد معاذ بن جبل، رضي الله عنه، عند قبر رسول الله يبكي، فقال ما يبكيك؟! قال: يبكيني حديث سمعته من رسول الله يقول: « اليسير من الرياء شرك! ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة! إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة!». حديث صحيح، لا علة له. قاله الحاكم، ووافقه الذهبي.
v كما أخرج النسائي: بإسناد حسن عن أبي أمامة الباهلي قال جاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء له!»، فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا شيء له!»، ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه».
v وأخرج مسلم بأسانيد في غاية الصحة عن أبي موسى قال سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟! فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». وأخرج البخاري مثله بإسناد صحيح، إلا أنه قال: (الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟! .. إلخ).
v كما أخرج مسلم بإسناد صحيح عن سليمان بن يسار قال: [تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: قاتلت فيك حتى استشهدت! قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل! ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار؛ ورجل تعلم العلم، وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: تعلمت العلم، وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار؛ ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك! قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار!»]، وأخرجه النسائي بنحو لفظه.
v وأخرج النسائي بأسناد يصلح في المتابعات عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالاً فله ما نوى».
v كما أخرج أبو داود بإسناد حسن عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد: فإن نومه، ونبهه، أجر كله؛ وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف».
v كما أخرج أبو داود عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا أجر له!»، فأعظم ذلك الناس، وقالوا للرجل: عد لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلعلك لم تفَهْمه! فقال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا، فقال: «لا أجر له!»، فقالوا للرجل: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الثالثة، فقال له: «لا أجر له». وأخرج مثله أحمد من طرق عدة، وفيه ابن مكرز، وهو مجهول لا يعرف، وجاء في أحد أسانيد أحمد: يزيد بن مكرز، فلعله تصحيف لأيوب (بن عبد الله) بن مكرز، وأيوب هذا مستور، وثقه ابن حبان، وبقيته ثقات، فالجديث حسن جيد!
v وعن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: «من سمّع الناس بعمله سمّع الله به سامع خلقه، وحقّره، وصغّره»، حديث صحيح، أخرجه أحمد وهذا لفظه، والطبراني في «الأوسط»، وابن المبارك في «الزهد»، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي، بأسانيد صحاح وحسان، وكذلك الطبراني في «الكبير».
v وأخرج البخاري بإسناد صحيح عن جندب، قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «من سمَّع، سمّع الله به، ومن يرائي، يرائي الله به»، وأخرجه كذلك أحمد، وابن الجعد، وأبو يعلى، والطبراني.
v وأخرج مسلم بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من سمَّع، سمّع الله به، ومن راءى، راءى الله به»، وأخرجه البيهقي في «الكبرى».
v وأخرج أحمد، بإسناد قوي جيد، عن أبي بكرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من سمَّع، سمّع الله به، ومن راءى، راءى الله به».
v كما أخرج الطبراني: حدثنا محمد بن النضر الأزدي (لعله الجارودي): حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا زائدة، عن عاصم، عن أبي رزين، عن عبد الله بن مسعود قال: (من سمَّع، سمّع الله به، ومن راءى، راءى الله به يوم القيامة، ومن تخشع لله تواضعاً، رفعه الله يوم القيامة). هذا إسناد صحيح.
وذلك لأن الاخلاص لله أساس الدين، وروح التوحيد والعبادة: وهو أن يقصد العبد بعمله كلَّه وجه الله، وثوابه، وفضله، فيقوم بأصول الإيمان الستة، وشرائع الإسلام الخمسة، وحقائق الإيمان التي هى الإحسان، وبحقوق الله، وحقوق عباده، مكملاً لها، قاصدًا بها وجه الله والدار الآخرة، لا يريد بذلك رياءً ولا سمعةً ولا رياسةً ولا دنيا وبذلك يكمل إيمانه وتوحيده.
ومن أعظم ما يتناقض مع هذا: مراءاة الناس والعمل لأجل مدحهم وتعظيمهم، أو العمل لأجل الدنيا، فهذا يقدح في كمال الإخلاص والتوحيد، وقد يستفحل ويطغى على قلب صاحبه وعقله فيأتي على أصل التوحيد.
فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس فقط، واستمر على هذا القصد الفاسد، فعمله الذي خالطه الرياء حابط! وهو متورط في شرك أصغر! ويخشى عليه أن يتذرع به تدريجياً، من غير أن يشعر، إلى النفاق الاعتقادي، والشرك الأكبر، المحبط للعمل كله، أوله وآخره، فيصبح من أهل النار، بل من أهل الدرك الأسفل منها، عياذاً بالله تعالى.
وإن كان الحامل للعبد على العمل ارادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس، ولم يقلع عن الرياء بعمله، فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل، وظاهر النصوص هو الحق الذي لا يجوز تركه إلا ببرهان.
وإن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده، ولكن عرض له الرياء في أثناء عمله، فان دفعه وخلص إخلاصه لله لم يضره، بل زاد أجره لمجاهدته لوساوس الرياء، ومدافعته لحظوظ النفس! وإن استسلم له، واطمأن إليه نقص العمل، بحسب حاله، وربما حبط ذلك العمل المعين كلية. وحصل لصاحبه شىء من ضعف الإيمان.
والرياء داء وبيل، وآفة عظيمة، تحتاج إلى علاج شديد، وتمرين للنفس على الإخلاص، ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء، والوساوس الفاسدة، والأعراض الضارة! مع التضرع إلى الله، والإرتماء ببابه، والإستعانة به على دفعها، ومجاهدتها! لعل الله أن يعين العبد في تخليص إيمانه، وتحقيق توحيده!
u فصل: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
قال الله تعالى: }من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها، وهم فيها لا يبخسون v أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار، وحبط ما صنعوا فيها، وباطل ما كانوا يعملون{، ( هود؛ 11:16ــ15). فإن كانت حياته كلها، وكل عمله، وسائر سعيه للدنيا، لا يسعى للآخرة، ولا يأبه بها، قد أعرض، جملة وتفصيلاً، عن عبادة ربه، ولم يبال أصلا بأمره ونهيه: من كان هذا حاله هكذا لم يكن من أهل الملة الإسلامية أصلا، وهو كافر كفر إعراض، ومشرك شركاً أكبر، شرك الكفر، وليس له في الآخرة إلا النار، وقد حبط ما عمل في الدنيا، وبطل سعيه، نعوذ بالله من الهلاك! ومن أبرز إمارات ذلك: ترك الصلاة كلية، لذلك كان أغلب السلف يرون كفر تارك الصلاة كلية!
ودون ذلك مراتب، لا تخرج من الملة، منها:
ــ ما جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة! إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش! طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة. إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له»، حديث صحيح أخرجه البخاري، والترمذي، وابن ماجه.
ــ وأهون من ذلك ما قاله ابن عباس في تفسير قوله تعالى: }فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون{، (البقرة؛ 2:22): (الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول :لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتي اللصوص، وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانا، هذا كله شرك) رواه إبن أبي حاتم، واستشهد به ابن كثير في التفسير. ومع أن الآية تنطبق كذلك، في الأصل، على كل أنواع الشرك، كبيره وصغيره، مع ذلك فسّرها ترجمان القرآن، وحبر الأمة البحر، ههنا بأخف مراتبها التي لا تكاد تتبادر إلى أكثر الأذهان، تنبيهاً على خطورة ما هو أعلى من باب أولى! فلله دره، ما أفقهه!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق